الرائحة أكثر من مجرد عبير... هي إحساس، هوية، وطريقة نعلن فيها عن أنفسنا بصمت. لكن التجربة تختلف باختلاف الشكل: هل نختار العطر؟ أم الزيت؟
رغم إن الاثنين يحملون نفس الهدف، إلا أن طريقة تقديمهم وعيشهم للرائحة مختلفة تمامًا — في التركيب، الحضور، وحتى في الذوق.
ما الفرق من الناحية الفنية؟
العطر (Eau de Parfum مثلًا) يحتوي عادة على نسبة من الزيوت العطرية مخلوطة بالكحول والماء.
الكحول عنصر أساسي لأنه يساعد على انتشار الرائحة بشكل واسع وسريع. لما ترش العطر، يعطيك حضور واضح، يتناثر في الجو، ويترك أثرًا محسوسًا حتى بعد مغادرتك.
أما الزيوت العطرية، فهي عادة تكون مركزة، بدون كحول، وتوضع مباشرة على الجلد. تعيش الرائحة فيها بشكل أهدأ، وأقرب، وأكثر حميمية. ما تنتشر بنفس القوة، لكنها تبقى فترة أطول وتلتصق بالبشرة كأنها امتداد لها.
تجربة العطر مقابل الزيت: أيهما أقرب لك؟
لنفترض إنك جرّبت عطرنا سمر، وهو من العطور اللي ننتجها بصيغة بخاخ، وتتميز بمكونات دافئة مثل الزعفران، الفانيلا المدخنة، وخشب الصندل.
عند أول رشة، تبدأ الرائحة قوية وواضحة، تعلن عن نفسها. المزيج يتطور مع الوقت، من نغمة حادة دافئة إلى قلب ناعم، ثم قاعدة خشبية عميقة تبقى معك لساعات.
لو كانت نفس التركيبة مستخدمة في زيت عطري، التجربة بتكون مختلفة تمامًا.
ما في "بداية قوية" أو "تفجر رائحة"، بل فيه دخول هادئ. الزيت يندمج في الجلد، يعطيك نفس المكونات لكن بإيقاع أبطأ، نغمة واحدة مستقرة، تظل قريبة من الجلد. رائحة ما يعرفها إلا اللي يقترب منك فعلًا.
الأمر مسألة مزاج... وشخصية
لو يومك يتطلب حضورًا واضحًا — مناسبة، مقابلة، أو حتى مزاج مرتفع — العطر البخاخ يعطيك البصمة القوية اللي تدوم.
أما لو تبغى تعيش العطر لنفسك، أو تحب الهدوء، أو تفضل تجربة حسية أقرب، الزيت خيارك الأول.
وفي بعض الأحيان، كثير يفضلون المزج بين الاثنين: نقطة زيت على المعصم، وبخة خفيفة من نفس العطر على الملابس — دمج يعطي توازن بين الثبات والانتشار.
في النهاية؟
العطر والزيت كلاهما جميل، لكنهما يعكسان طريقتين مختلفتين للتعبير عن النفس.
وفي العطر The Perfume، نختار مكوناتنا ونقدمها بصيغ مختلفة — مو لأننا نحب التنوع فقط، بل لأننا نعرف إن كل تجربة عطرية تستحق أن تُعاش بأكثر من أسلوب.